نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ أعاني من خجل قاتل دمر حياتي وأذهب علي كثيرا من الفرص المفيدة في الحياة، أنا متعلم وأحمل شهادات نادرة ومع ذلك غير قادر على مواجهة الآخرين..كيف أتصرف؟
الـــــرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الخجل منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم، فالخجل المذموم هو الذي يحمل صاحبه على السكوت عن الحق وقت الحاجة، وهذا يجب على المسلم الحذر من الوقوع فيه، مثل: السكوت عن الشهادة للمظلوم حياء وخجلا لغير مبرر شرعي، وأما الخجل المحمود فهو الذي يحمل صاحبه على الإبتعاد عما حرم الله، والمسلم يتوجب عليه أن يبذل الوسع في تربية نفسه وإكسابها الصفات الحميدة ويطهرها من الصفات الذميمة، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، ولم يحمله ذلك على السكوت عن الحق بل كان هو قدوتنا في كل معاني الرجولة، والكرم والشجاعة وسائر الكمالات.
عند إرادة التحرر من هذه الصفة -الخجل- لابد من التمارين التطبيقية، ولتكن البداية مع الأهل والأصحاب ومن لا تشعر نحوهم بحرج فتخاطبهم بطريقة مرتبة ومقنعة وبصوت متزن لا تكلف فيه، ومع مرور الوقت ستلحظ أنك آخذ في التحسن بعون الله وتوفيقه.
عليك بالتوكل على الله، وتذكر دائما أنك موقوف بين يديه سبحانه وستخاطبه، فمتى إستشعرت ذلك ستعرف أن من دونه تسهل مخاطبتهم لضعفهم وقلة حيلتهم {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}.
تعزيز الثقة بالنفس من الأمور الضرورية لتطوير الذات...وكونك تحمل شهادات علمية يعطيك فرصة لأن تكون أكثر جرأة وإعتزازا بذاتك فلا تستسلم لوساوس الشيطان وتثبيطه ومحاولاته لإقعادك عن الخير، بل كن واثقا من نفسك وتحدث عن ذاتك بكل جرأة ووضوح.
توجد كثير من الدورات التدريبية التي تعمل على تنمية قدرات الناس على الموجهة والتعبير عن الذات..فعليك أن تستفيد منها وتأكد أن الخجل والإنكفاء من أخطر الأمور التي يعاني منها الشباب في هذا العصر فإعمل على تدريب نفسك حتى تكون رقما له وزنه في معادلة الحياة، وتأكد أن الناس قد يرحمون الخجول لكنهم لن يحبوه ولن يحترموه، ولن يكون أهلا لإسناد المسؤوليات إليه.
في المواقف المهمة يحسن أن يكون هناك نوع من الإعداد الذهني وقدر من ترتيب الأفكار، فإن ذلك مما يعين على التأثير في الناس وكسب ودهم، ولا ترهق نفسك بالتفكير فيما سيقوله الناس عنك، وما هو إنطباعهم، وإنما قدم أفكارك بطريقة تكون أنت مقتنعا بها وهذا هو الأساس.
والله الموفق.
المصدر: موقع رسالة الإسلام.